سلطان يتبختر في احد الأسواق الكبيرة وكان غاية بالوسامة إلى أن أصابه
الغرور من إعجاب الناس به وخصوصا الفتيات وكانت نظراتهن تلاحقه حيث ذهب
وفجأة مرت من أمامه حنان لم تكن تنظر إليه ولم تعره أية انتباه ....ولكنها
جعلته يقف مشدوها .... محدقا بها يا لها من فاتنة تأسر الألباب بحسنها
وجمالها الأخاذ .... سبحان من وهبها هذا الوجه وهذا القوام.....لم يصدق
سلطان ما يراه ظن انه يحلم .... وما زال بفراشه مع الأحلام....لحقها
بنظراته إلى أن توارت عن الأنظار .... لحقها ....
إلى أن خرجت من السوق... وكان سائقها بالانتظار....ركبت السيارة ...وذهبت
....استقل سلطان أول تاكسي أمامه ولحقها تاركا سيارته خلفه فهو لا يعلم ما
حدث له....ذلك اليوم...أحب ...سلطان حنان ... أحب عيونها ... أحب كل شي
فيها....... توقفت سيارتها أمام بيت كبير...دخلت فيه... وهنا نزل سلطان
وسأل عنها فعرف أنها حنان....ابنة احد كبار التجار...
رجع إلى بيته وأحس انه يعيش بعالم أخر .... لا يوجد به سوا حنان.... دخل
غرفته ...جلس على كرسيه المفضل .... الذي يطل على الحديقة... وصار يراها
بكل وردة من ورود الحديقة...فهي لم تفارقه لو لحظة واحده .... اخذ يسترجع
أول لحظة رآها فيها و تلك الخصلة من شعرها تنسدل على عينيها.... وشعرها
الطويل الناعم... ووجها البري الطيب.... ترى به كل طيبة
العالم...وملامحها...الناعمة...وبسمتها الساحرة.... تسحر كل من رآها....
آية بالجمال....
اخذ سلطان يفكر بها يومه كله وليله... إلى أن حان الصباح....وعندها ذهب
إلى بيتها....واخذ ينتظر خروجها...وبعد انتظار طال بعض الساعات...خرجت ...
وذهب إليها يحاول محادثتها... ولكنها صدته...وركبت سيارتها... وذهبت ....
وضل سلطان على ذلك أكثر من أسبوعين ينتظرها كل صباح.....
وفي احد الأيام.... جاءها... وحاول محادثتها.... فوقفت ... وكلمته...
واخبرها... بأنه... يحبها.... وانه يريد الزواج بها... أجابته.... بان
يذهب... وان لا يضايقها مرة أخرى....
رجع سلطان إلى بيته.... وهنا قرر القيام بخطوة ايجابية ... فطلب من والده
الزواج.... فرح والده بقراره ... فلقد كان دائم الطلب منه الزواج ... وكان
سلطان دائما يتهرب ... ويتحجج بأنه صغير ... ولا يريد المسؤولية.... سأله
هل هناك واحده بعينها... أم لا... أجاب سلطان... بأنه يريد حنان... واخبره
بعائلتها.... فوافق والده لكونها من ... عائلة معروفه... ومشهود لها
بالطيب...
فقام والد سلطان بالاتصال بوالد حنان... واخبره بأنه يريد زيارته... وتحدد
الموعد ... وذهب سلطان... وأبيه لخطبة حنان.... وافق أبو حنان ... وبدون
أي تردد ولكن اشترط أن يأخذ رأي ابنته... وسوف يقوم بالرد عليهم ... بعد
اخذ موافقتها.... اخبر والد حنان....أم حنان بخطبة أبو سلطان لابنته
حنان... لابنه سلطان فرحت ألام بذلك لان سلطان كان من عائلة كبيرة تفوق
عائلة حنان مكانه... وذهبا لأخذ رأي حنان... ولكن حنان ... أجابتهم ...
بعدم رغبتها بالزواج وأنها لا تفكر بذلك....حاول والديها إقناعها....وأخذا
يمدحان بسلطان وعائلته الطيبة المرموقة....ولكن ذلك لم يغير شيئا وتمسكت
برأيها بالرفض....وبعد أن يأس والديها من موافقتها... ابلغا أبا سلطان ...
بأنها لا تريد الزواج ألان... وأنهم ليس لهم نصيب ....
وصل ذلك الخبر لسلطان.....جن جنونه.... لم يصدق أنها رفضته.... لم يصدق
انه لن يستطيع الزواج بها..... كان قد أحبها حب جنوني.... لا يمكن
تصوره.... خرج من بيته... واتجه إلى البحر.... اخذ يسبح بالبحر إلى أن وصل
بعيدا.... وقد ساوره فكره... بعمل شي ... فضيع... ولكنه ... اخذ يصرخ ..
لماذا رفضتني... لماذا كيف أستطيع الحياة بدونها ....كيف....رجع إلى
الشاطىء وذهب إلى بيته.... ودخل غرفته... ولم يخرج منها... ذلك اليوم...
وفي صبيحة اليوم التالي ذهبت أمه إليه ... لترى حاله... فوجدته مستلقي على
ظهره على سريره... وينظر إلى السقف.... حاولت محادثته... ولكنه لم يرد...
عليها... استدعت والده... وعبثا حاول إن يجعله يتحدث... وهنا استدعوا
الطبيب... فشخص حالته على انه صدمة .... ولن تزول إلا بزوال السبب.....
اتصل والده بصديق سلطان الحميم... سلمان...وكان صديقه الوحيد... والمقرب
اليه جدا... حتى من والديه... واخبراه بما حدث... وجاء سلمان... وحاول
محادثته... ولكن لم يجبه...فقال إن حنان ليست أخر الفتيات بالأرض وان كل
فتاة تتمناه...وهنا دمعت عينا سلطان.....فقرر سلمان أن يقوم بالمستحيل
لمساعدة صديق عمره.... بما يستطيع....فذهب إلى حنان ... محاولا إخبارها
بما حصل لسلطان فربما يحن قلبها عليه....ولكن لم يستطع محادثتها.... وعبثا
حاول.... ولكن لم يفلح.... فقام بكتابة رسالة... وأعطاها للسائق.....
وبالغد جاء فوجد رد مع السائق لرسالته.... قرآها...تقول الرسالة.... أتمنى
لسلطان الشفاء.... العاجل.... وأنا ليس لي اعتراض على سلطان.... ولكن أنا
لا أريد الزواج.... من احد.....لا أفكر بالزواج أبدا.....اخبره بان
ينساني.... قرأ سلمان الرسالة ..... وأحس بان هناك سر وراء رفض حنان
للزواج....
وفي الغد ذهب سلمان إلى الجامعة التي تدرس بها حنان..... واخذ يحادث
الشباب هناك..... إلى أن رأى حنان..... وشاهد من تحادث..... فوجدها دائمة
الحديث مع أحدا الفتيات.... فعرف أنها صديقتها الحميمة.... فحاول
محادثتها.... واستطاع بعد محاولات.... وبعد أن اخبرها... بمن يكون....
وبقصة حنان مع سلطان....وانه يريد مساعدة صديقه على الشفاء...أن يعرف أن
اسمها وفاء وتحدثا عن حنان وسلطان.... فقال سلمان....لماذا حنان ترفض
الزواج.........
جاءه جواب حنان ...مفاجأة له.... حيث قالت .... وفاء أنا السبب....
سألها.... كيف.... قالت قبل سنتين... حدثت لي قصة مماثلة حيث أحببت احد
الشبان .... حب يضرب به المثل بالوفاء والإخلاص.... ولكن قبل الزواج
بشهر..... انقلب حبيبي الطيب.... إلى وحش كاسر..... قام بأساة معاملتي....
وكان دائم الخروج مع الكثير من الفتيات.... يريد تعذيبي..... وقبل الزواج
بأسبوع اختفى .... ولم أشاهده أبدا..... إلى ألان..... وعلى أثرها
مرضت.... وكانت حنان.... تزورني... كل يوم.... وكانت تقول لي لن أتزوج
أبدا..... لكي لا يحصل لي ما حدث لكي.... ومن تلك الأيام إلى الآن ....
وهي ترى حلما غريبا..... ترى زوج من الحمام....يقع ذكر الحمام..في شبكة
صياد.. فتاتي الأنثى لتنقذ الذكر .....وينجوان كليهما...وفي مرة أخرى تقع
الأنثى بالشبكة.... ولكن الذكر لا يرجع لمساعدتها..... ويختفي ولا تدري
أين ذهب.... ويأتي الصياد .... ويذبحها..... تعجب سلمان من حلمها
الغريب.....
ثم سأل وفاء عن عنوان خطيبها الذي هجرها.... فقالت بحثت عنه ولم
أجده....لقد غير عنوانه.....فقال لا عليكي فقط أعطيني عنوانه
السابق....أعطته العنوان .... وذهب يسال عنه.... ولكن كما قالت لقد غير
عنوانه.... فكل من سألهم عنه أجابوه بأنه انتقل ولا احد يعلم عنه شي بعد
رحيله...... وفيما هم سلمان بالرجوع..... وجد احد الأشخاص يسير ....
فسأله... عنه....فأجابه... ولماذ تسأل عنه....قال سلمان هل تعرفه قال
الرجل نعم اعرفه.... قال سلمان هل تدلني على مكانه......قال الرجل اعتقد
انك لا تعرفه... قال سلمان نعم لا اعرفه....قال الرجل ...
كنت اعلم انك لا تعرفه... فمن تسال عنه.... توفي قبل سنة.... بعد صراع مع
المرض دام ستة اشهر..... وقال الرجل كان سيتزوج عندما علم بمرضه فقام ....
بخلق الأعذار لكي يتهرب من ذلك الزواج ... وبدون ان يخبر خطيبته ... بأمر
مرضه... لكي لا تتعذب معه.... إلى أن تحين وفاته.....صعقته حقيقة وفاء مع
خطيبها..... وشكر الرجل وذهب....ولكن ماذا يفعل ألان ..... هل يخبر وفاء
بما لم يرد خطيبها أن تعلمه.... لكي لا تتعذب بخبر وفاته.... وانه لم
يتركها....ولكن آثر أن يموت وان لا تتعذب معه خطيبته.....
زادت حيرته.... وماذا سوف يفعل..... وبعد تفكير وجد حلا .... يحقق ما
يريد.... قام بكتابة رسالة... قال فيها..... كان هناك زوج من الحمام....
وقع الذكر في شبكة الصياد ... فقامت الأنثى بمساعدته... لكي ينجو
بحياته..... وفي احد الأيام وقعت الأنثى بالشبك.... وعندما أراد الذكر
مساعدتها.... انقض عليه صقر كبير.... فأكله.... وانتظرت ألحمامه أن يأتي
الذكر لكي ينقذها... ولكنه لم يأتي أبدا.... وقص لها ما حدث لخطيب
وفاء.... وانه من فرط حبه لها.... آثر أن لا تعيش الألم معه.... وتركها
تعيش حياتها .... وتنساه.....وقال لها انه لا يزال هناك حب صادق كما هو حب
سلطان لكي.....
وفي الغد ذهب و أعطا الرسالة للسائق.... ودخل بها.... وبعد مضي قليل من
الوقت خرجت حنان... وبيدها الرسالة .... وجاءت إلى سلمان.... واستحلفته
بان ما كتبه صدق..... فأجابها... بأنها الحقيقة.... واخبرها...... كيف
تمكن من الحصول على معلوماته.....أخذت حنان تبكي.... على خطيب وفاء.....
وقالت له ألان يمكن لسلطان أن يتقدم لي مرة أخرى وسوف اقبل به......
فرح سلمان..... وذهب مسرعا ...... لكي يزف البشرى لسلطان..... دخل بيت
سلطان ..... واستأذن للصعود لغرفته.... فأذنوا له..... وصعد .... ودخل
غرفة سلطان .... وهو يكاد يطير من الفرح.... وقال لسلطان ..... وافقت حنان
وتطلب منك أن تتقدم .... لخطبتها....ولكن هناك شي ... غريب على سلطان....
لم يفرح.... فقط بقي ينظر إلى السقف..... استغرب سلمان ... من عدم تفاعل
سلطان ... مع ما قال.....حركه ... اخذ يهز سلطان ويقول له.... انهض ....
حنان وافقت عليك..... ولكن سلطان....لم يعلم بموافقة حنان .... فقد انتقلت
روحه فقط قبل لحظات من دخول سلمان للغرفة......وبقيت عيناه تنظران إلى
السقف....وانتهت قصة حب سلطان لحنان انتهت نهاية غير سعيدة....فمن الحب ما
قتل........ محب مات ولم يرد أن تتعذب حبيبته بموته...... ومحب مات لكي
تتعذب من أحبها بموته.[/size][/size]